أُنْثَـى /
يَمْضِي بِهَا الْعُمْرُ
وَنَصِيْبُهَا لَمْ يَأْتِ إِليْهَا بَعْد .!.
بِالكَادِ تَحْلُمُ بِهِ كَأُنْثىً تُشَابِهُهَا الأُنُوثَةِ ، تَنْتَظِرهُ ، وَصَابِرَةٌ عَلَيه ،
تَعِيشُ حَيَاتَهَا لِحِينِ وَقْتِ إِطْلَالَتِهِ – النَّصِيب - .
وَالعُمْرُ الّذِي بِالأَمْس ِ يَمْضِي .. مَازَالَ فِي مُضِيّهِ .. وَلَمْ يَطْرُقِ البَابَ النَّصِيبُ ،
تَرَى الوُجُوهَ حَولَهَا بَاسِمَةً بِمَجِيئِهَا .. وَالأَلسِنَةُ لاسِعَةٌ بِهَا حِينَ تَرُوحُ ..
طَبْعُهُم هَكَذَا .. بِغَيرِهِم يَعْشَقُون الكَلامَ وَلا يَسْكُتُون .!.
قَالُوا بِها : مَا لَيسَ بِها ، وَكَانُوا بَمَا قَالُوا عَنْهَا مُفْتَرِضُون .!.
وَإِنْ أَصَابُوا بِقَولِهِم .. كَاشِفُون لأَمْرِهَا لَم يَكُونُوا سَاتِرِين ..
يَتَنَاقَلُونَهُ بِصَوتٍ خَافِتٍ بَيْنَهُم .. وَبِصَوتٍ عَالٍ جَارح ٍ يَصِلُهَا ..
تَضِيْقُ بها الدُّنيَا وَإِن وَسِعَت لَها ، فَأَصْبَحَت كَارِهَةً لهُم ، وَتُرَدِدُ قَائِلَةً :
" حَسْبِيَ الله عَلَيْهِم " ، بما هُم قَائِلُون ،
هَذَا نَصِيبٌ كَتَبَهُ لي رَبِي .. وَلِرَبِي مَا كَتَبْ .. أَفَلا يُؤمِنُونَ بهَذَا وَيُقِنُون ..!!..!!..
بِكَلامِهِم / تَضَلُّ أُنْثَى غَيرُهَا تُصَارِعُ فَتْرَةً .. حَتَّى تَرْضَى بِأَي نَصِيبٍ يَأْتِي إِليهَا ..
أَو رُبَّمَا أَهْلُهَا كَانُوا لها مُرْغِمُون ..!.. وَهُنَا المُشْكِلَة ..!!..
ــــــــــــــ
أُنْثىً مُتَزَوِّجَة .!.
مَضَى مِنْ زَوَاجِهَا مَا مَضَى ..
وَهِيَ تَحْلُمُ بِاليَومِ الَّذِي يَأْتِي وَتُصْبِحُ بِه .. أُمَّـاً ..
تَتَرَقَّب ، تُبْذِلُ مَا تَسْتَطِيعُ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيقِ ذَاكَ الشُّعُور ، وَصَابِرَة ،
وَلَكِنْ سِهَامُ أَلْسِنَةُ النَّاسِ لا تَرْحَمُ مَن تَطْعَنُ ظَهْرَهُ ..
فَهَكَذَا هُم ، هَذَا عَمَلُهُم ، الكَلَامُ المُسِيءُ ، الذِي لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي لهُم مِنْ جُوع
قَهَرُوهَا ، عَذَّبُوهَا ، بَشَيٍء لم يَكُن بِيَدِهَا ..!.. بِكَلامِهِم .. طُلِقَتْ ..!
بِكَلامِهِم .. تَزَوَّجَ الرَّجُلُ عَلَيهَا .. فَأُحْرِقَتْ ..!
أَتُرِيدُونَها أَنْ تَخْلُقَ فِي بَطْنِهَا طِفْلاً ..!!؟.
.
لو اسْتَطَاعَتْ فِعْلُ هَذَا لَـ( فَعَلَتْ ) ..!. وَلَكِنَّهُ أَمْرٌ اخْتَصَّ بِهِ الله وَحْدَه ..
هَوَ للذُّرِيـَّة لَها رَزَّاق .. فَلِمَ عُقُولُ النَّاسِ في سُبَاتٍ وَإِغْلاق ..!!؟..
وَكَيْفَ بِالأُنْثَى / التِي تُنْجِبُ الإنَاثَ فَقَط .. لَمْ يَشْفَع لَهَا .. لِمَ لَمْ تَأتِي بِالوَلَد ..!!؟
وَكَيفَ بِالأُنْثَى / التِي يُطَلِّقُهَا زَوجُهَا لِأيِّ سَبَبٍ كَان .. لَم يَتْرُكُوهَا بِحَالِهَا .. أَبَداً أَبَد ..!!.
ـــــــــــــــــــ
عَجَباً مِنَ الأَمِرِ هَذَا .. وَأَيُّ عَجَب ..
إِنَاثٌ يَطْعَنَّ أُنْثىً ، وَهُم أَكْثَرُ إِحْسَاساً بِهِ وَتَأَثُراً ..!!
ــــــــــــــــــ
أَعْتَذِرُ لَكُنَّ .. يَا إِنَاثُ .. وَلِلأَسَفْ ..
لَسْتُنَّ وَحْدَكُنَّ مِمَّنْ بهَذَا الزَّمَانُ اُتُّصِفْ ..!!
لِرِّجَالِ أَلسِنَةٌ كَخَنَاجِر ٍ .. لَهَا ظَهْرُ غَيرِهَا أَطْيَبُ مَسْكَنُ .. طَبْعُهُم ..!!
وَرِجَالٌ لَيْسُوا حُكَمَاء .. يَسْمَعُونَ لِنِسَائِهِم .. وَعَلَى طَبْعِهِنَّ تَطَـبّعُوا ..!!
تَرَاهُم بِأَبْسَطِ الأُمُورِ حِينَ يَرَونَهَا .. أَسَاؤُوا لِفُلانَ وَعَنْهُ تَكَلَّمُوا ..
فَمَا بَالُكُم بِالأمْرِ العَظِيمِ حِينَ يَحْصُلُ .. أَوَ يَسْكُتُونَ ..!!؟
هَيْهَاتَ .. أَنْ يَسْكُتُوا .. وهَيْهَاتَ .. أَنْ يَسْتُرُوا ..
ـــــــــــــــ
لِرِّجَالِ .. وِلِلإِنـَاثِ
عَلَيْنَا أَنْ نَقْرَأُ خَيْرَ الكَلامِ بِقُلُوبِنَا .. وَنُفَكِّرُ وَنَتَأَمَّلُ .!!
قَالَ رَجُلٌ :
(( يَا رَسُولُ الله ، إِنَّ فُلانَةَ تُكْثِرُ مِنْ صَلاتِهَا
وَصَدَقَتِهَا وَصِيَامِهَا غِيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي
جِيرَانِهَا بِلِسَانِهَا - بِاللِّسَان-
قَالَ : هِيَ فِي النَّارِ ،
قَالَ يَا رَسُولُ الله : فَإِنَّ فُلانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَلاتِهَا
وَأَنَّهَا تَتَصَدَّقُ بِالأَثوار مِن الإِقْطِ
- الإِقْطُ هُوَ اللَّبَنُ المُجَفَّفُ ، وَهُوَ مِنْ الشَّيءِ الزَّهِيد -
وَلا تُؤْذِي جِيرَانِهَا ، قَالَ : هِيَ فِي الجَنَّةِ )) .
وَفِي رِوَايَةٍ : تُؤْذِي النَّاسَ .
هَل الأَمْرُ هَيِّنًا بَعْدَ أَنْ خَيرُ الكَلامِ قِيْل ..!!؟
ــــــــــــــــــ
كُلُنَا مُخْطِئُونَ .. مُقَصِّرُون ..
وَاعْتِرَافُنَا بِالذَّنْبِ أَوَّلُ خُطْوَةٍ لِحَلِّ المشْكِلَة ..
قَد أَكُونُ أَوّلَ مَنْ أَذْنَبُوا .. وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التوابون ..