ليتنا لم نلتق
وبقيت سيرة الحب بيضاء
ليتما لم نعكر طهر بحيرة الأحلام
حكايتنا طعنة في صميم الصدق و الإخلاص
رثاها البحر و بكتها السماء
و تنهدت لأجلها حقول الأمنيات
ليتنا لم نلتق
فمذ عرفتك ذبلت ورود عاطفتي
و تفتت سنابل روحي
و نسيت كيف كنت أصنع الفرح
عتبي على نفسي و ليس عليك
على قلبي الأصم و الأعمى
على روحي التي تجرعت سمومك برغبتها
و غرقت في بحور قسوتك
عتبي على عيني التي لم تبصر حقيقتك
على دمعة خانتني
على لهفة خذلتني
على بسمة خدعتني
على رصاصة في القلب قتلتني
عتبي على وجهٍ تكدرت ملامحه
و اعتقلت سرية الأحزان بسمته
و عبثت برونقه رياح الغدر و النكران
أبكي الوفاء و لست أبكيك
أسفي على سنابل حب غرستها في تربة لا تناسبها
فأنبتت ألماً و أورقت جرحاً و أثمرت ندما
أرثي وروداً قطفتها من حدائق عمري لك
فسقيتها وجعاً و حرمانا
و رميتِها في هجير الفقد و النسيان
مذنب أنا نعم و جريمتي الإخلاص
مارست كل أنواع الكذب لكن .. على نفسي
متسخ بالحنان أنا
ملوث بالوفاء و الصدق و الإيثار
خطيئتي أنني أحببتك بكل ما في القلب من نبض
و بكل ما في الروح من إحساس
وهبتك نسائم فجري فوهبتني ظلام هجرك
أهديتك أملاً و أزهارا
فأهديتني من الأشواك و الآلام أنهارا
و برغم قسوة ذكرياتي
ستستمر حياتي
سأدفن الآلام و أزرع الأفراح
و يطول ليلي و أنتظر الصباح
لن أغير العنوان
و لن يغيرني الزمان
لن أعاتبك
لن أحاسبك
فأنا سأبدأ من جديد
سينتهي عصر الجليد
ما زلت قويا
سيظل قلبي رغم كل هذا الغدر حيا
سأحب الحياة بكل ما فيها
بحزنها و بؤسها و مآسيها
بحاضرها وماضيها
بطيبها و قاسيها
سأحبها حتى بوجود أمثالك فيها
عتبي على نفسي و ليس عليك