زهرة الربيع أدآآريــہ ♥
مشَارَڪاتْي : 19538
| موضوع: المعاني الواردة في آيات سورة الأنعام 1 الثلاثاء يونيو 21, 2011 10:17 am | |
| { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَآءَ عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ } قوله تبارك وتعالى: {أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ...} القرن ثمانون سنة. وقد قال بعضهم: سبعون. { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } وقوله: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً...} فى صورة رجل؛ لأنهم لا يقدرون علىالنظر إلى صُورة المَلَك. { قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل للَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } وقوله: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ...} إن شِئت جعلت (الرحمة) غاية كلام، ثم استأنفت بعدها (ليَجْمَعَنَّكم) وإن شِئت جعلته فى موضع نصب؛ كما قال: {كَتَب ربكم على نفسِهِ الرحمة أَنه من عمل مِنكم} والعرب تقول فى الحروف التى يَصْلح معها جواب الأَيْمان بأن المفتوحة وباللام. فيقولون: أرسلت إليه أن يقوم، وأرسلت إليه ليقومنّ. وكذلك قوله: {ثم بدا لهم مِن بعدِ ما رأَوُا الآياتِ ليسجُنُنَّهُ} وهو فى القرآن كثير؛ ألا ترى أنك لو قلت: بدا لهم أن يسجنوه كان صوابا. المعاني الواردة في آيات سورة ( الأنعام )
{ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ } وقوله: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ...} مخفوض فى الإعراب؛ تجعله صفة من صفات الله تبارك وتعالى. ولو نصبته على المدح كان صوابا، وهو معرفة. ولونويت الفاطرَ الخالِق نصبته على القطع؛ إذ لم يكن فيه ألف ولام. ولو استأنفته فرفعته كان صوابا؛ كما قال: (ربُّ السمواتِ والأَرضِ وما بينهما الرحمن). { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } وقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ...} كلُّ شىء قهر شيئا فهو مُسْتعلٍ عليه. { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَاذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ اله وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } وقوله: {لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ...} يريد: ومن بلغه القرآن من بعدكم، و(بلغ) صِلة لـ (من). ونصبت (من) بالإنذار. وقوله: {آلِهَةً أُخْرَى} ولم يقل: أُخَر؛ لأن الآلهة جمع، (والجمع) يقع عليه التأنيث؛ كما قال الله تبارك وتعالى: {ولِلّهِ الأَسماءُ الحسنى} وقال الله تبارك وتعالى: {فما بال القُرونِ الأُولى} ولم يقل: الأُوَل والأوّلين. وكلّ ذلك صواب. { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }
وقوله: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ...} ذُكر أنّ عمر بن الخطاب قال لعبدالله بن سَلاَم: ما هذه المعرفة التى تعرفون بها محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: والله لأَنابِهِ إذا رأيته أعرفُ مِنى بابنى وهو يلعب مع الصبيان؛ لأنى لا أشكُّ فيه أنه محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولست أدرى ما صنع النساء فى الابن. فهذه المعرفة لصفته فى كتابهم. وجاء التفسير فى قوله: {خَسِرُواْ أَنْفُسَهُمْ} يقال: ليس من مؤمن ولا كافر إلا له منزل فى الجنة وأهل وأزواج، فمن أسلم وسعد صار إلى منزله وأزواجه (ومن كفر صار منزله وأزواجه) إلى من أسلم وسعد. فذلك قوله {الذِين يَرِثُون الفِردوسَ} يقول: يرثون منازل الكفار، وهو قوله: {الذِين خسِروا أنفسهم وأهليهم}. { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } وقوله: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ...} تقرأ: ربِّنَا وربَّنا خفضا ونصبا. قال الفرّاء: وحدّثنى الحسن بن عيَّاش أخو أبى بكر بن عياش عن الأعمش عن الشعبىّ عن علقمة أنه قرأ (واللّهِ ربَّنا) قال: معناه: والله يا ربَّنا. فمن قال (ربِّنا) جعله محلوفا به. { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَآ إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } وقوله: {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ...}
جعلت الدار ها هنا اسما، وجُعِلت الآخِرة من صفتها، وأضيفت فى غير هذا الموضع. ومثله ممَّا يضاف إلى مثله فى المعنى قوله {إِنّ هذا لهو حَقُّ اليَقِين} والحق هو اليقين؛ كما أَنّ الدار هى الآخرة. وكذلك أتيتك بارحة الأولى، والبارحة الأولى. ومنه: يوم الخميس، وليلة الخميس. يضاف الشىء إلى نفسه إذا اختلف لفظه؛ كما اختلف الحق واليقين، والدار [و] والاخرة، واليوم الخميس. فإذا اتفقا لم تقل العرب: هذا حقُّ الحقّ، ولا يقين اليقين؛ لأنهم يتوهمون إذا اختلفا فى اللفظ أنهما مختلفان فى المعنى. ومثله فى قراءة عبدالله (وذلك الدِين القَيِّمة) وفى قراءتنا (دِين القَيِّمة) والقَيِّمُ والقَيِّمة بمنزلة قولك: رجل راوية وَهَّابة للأموال؛ ووهَّاب وراو، وشبهه. { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَاكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } وقوله: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ...} قرأها العامَّة بالتشديد. قال: حدّثنا الفراء قال حدّثنى قيس بن الربيع الاْسَدىّ عن أبى إسحاق السَبِيعىّ عن ناجية بن كعب عن علىّ أنه قرأ (يُكْذِبونك) مخفّفة. ومعنى التخفيف - والله أعلم -: لا يجعلونك كذَّابا، وإنما يريدون أن ما جئت به باطل؛ لأنهم لم يجرّبوا عليه صلى الله عليه وسلم كذبا فيكذِّبوه وإنما أكذبوه؛ أى ما جئت به كذب لا نعرفه. والتكذيب: أن يقال: كَذَبت. والله أعلم. { وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِن اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَآءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ }
وقوله: {فَإِن اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَآءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ...} فافعل، مضمَرة، بذلك جاء التفسير، وذلك معناه. وإنما تفعله العرب فى كل موضع يُعرف فيه معنى الجواب؛ ألا ترى أنك تقول للرجل: إن استطعت أن تتصدق، إن رأيت أن تقوم مَعَنا، بترك الجواب؛ لمعرفتك بمعرفته به. فإذا جاء ما لا يُعرف جوابه إلا بظهوره أظهرته؛ كقولك للرجل: إن تقم تُصِب خيرا، لا بدّ فى هذا من جواب؛ لأن معناه لا يُعرف إذا طُرح. { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } وقوله: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ...} (الطائر) مخفوض. ورفعه جائز (كما تقول: ماعندى من) رجل ولا امرأةٍ، وامرأةٌ؛ من رفع قال: ما عندى من رجلٍ ولا عندى امرأة. وكذلك قوله: {وما يعزُبُ عن ربِّك مِن مِثقالِ ذرةٍ} ثم قال (ولا أصغرَ مِن ذلك، ولا أَصغرُ ولا أَكبرَ، ولا أَكبرُ) إذا نصبت (أصغر) فهو فى نيَّة خفض، ومَن رفع ردّه على المعنى. وأَمّا قوله {وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} فإنّ الطائر لا يطير إلا بجناحيه. وهو فى الكلام بمنزلة قوله (له تِسع وتسعون نعجة [ولى نعجة] أنثى)، وكقولك للرجل: كلَّمته بفِىّ، ومشيت إليه على رِجْلَىَّ، إبلاغا فىالكلام. يقال: إنّ كل صنف من البهائم أمّة، والعرب تقول صِنْف [وصَنْف]. {ثم إِلى ربِّهِم يحشرون} حَشْرها: موتها، ثم تحشر مع الناس فيقال لها: كونى ترابا. وعند ذلك يتمنّى الكافر أنه كان ترابا مِثلها. { قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } وقوله: {قُلْ أَرَأَيْتُكُم...} العرب لها فى (أرأيت) لغتان، ومعنيان. أحدهما أن يسأَل الرجلُ الرجل: أرأيت زيدا بعينك؟ فهذه مهموزة. فإذا أوقعتها على الرجُل منه قلت: أرأيتَك على غير هذه الحال؟ تريد: هل رأيتَ نفسك على غير هذه الحال. ثم تثنّى وتجمع، فتقول للرجلين: أرايتماكما، وللقوم: أَرَأَيتموكم، وللنسوة: أَرَأَيْتُنَّكُنَّ، وللمرأة: أَرَأَيْتِكِ، تخفض التاء والكاف، لا يجوز إلا ذلك. والمعنى الآخر أن تقول: أرأيتَكَ، وأنت تريد: أَخبِرْنى (وتهمزها ) وتنصب التاء منها؛ وتترك الهمز إن شئت، وهو أكثر كلام العرب، وتترك التاء موحَّدة مفتوحة للواحد والواحدة [والجميع فى] مؤنّثه ومذكّره. فتقول للمرأة: أرايتَكِ زيدا هل خرج، وللنسوة: أرايتَكُنَّ زيدا ما فعل. وإنما تركت العرب التاء واحدة لأنهم لم يريدوا أن يكون الفعل منها واقعا على نفسها، فاكتفَوْا بذكرها فى الكاف، ووجَّهوا التاء إلى المذكَّر والتوحيد؛ إذ لم يكن الفعل واقعا. وموضع الكاف نصب وتأويله رفع؛ كما أنك إذا قلت للرجل: دونك زيدا وجدت الكاف فى اللفظ خفضا وفى المعنى رفعا؛ لأنها مأمورة.
والعرب إذا أوقعَتْ فِعْل شىء على نفسه قد كُنِى فيه عن الاسم قالوا فى الأفعال التامَّة غير ما يقولون فى الناقصة. فيقال للرجل: قتلتَ نفسك، وأحسنت إلى نفسِك، ولا يقولون: قتلتَكَ ولا أحسنتَ إليك. كذلك قال الله تبارك وتعالى {فاقتلوا أنفسكم} فى كثير من القرآن؛ كقوله {وماظلمناهم ولكِن ظلموا أنفسهم} فإذا كان العفل ناقصا - مثل حسبت وظننت - قالوا: أَظُنُّنى خارجا، وأَحسِبنى خارجا، ومتى تراك خارجا. ولم يقولوا: متى ترى نفسك، ولا متى تظنّ نفسك. وذلك أنهم أرادوا أن يفرُقوا بين الفعل الذى قد يُلْغى، وبين الفعل الذى لا يجوز إلغاؤه؛ ألا ترى أنك تقول: أنا - أظن ّ- خارج، فتبطل (أظنّ) ويعمل فى الاسم فعله. وقد قال الله تبارك وتعالى {إِن الإِنسان ليطغى. أَن رآه استغنى} ولم يقل: رأى نفسه. وربما جاء فى الشعر: ضربتَكَ أو شبههُ من التامّ. من ذلك قول الشاعر: خُذَا حَذراً يا جارتىَّ فإننى * رأيتُ جِرَان العَوْدِ قد كاد يُصْلح لقد كان لى فى ضَرّتين عدِمتُنى * وما كنت أَلقَى من رزينة أَبرحُ والعربِ يقولون: عدِمتُنِى، ووجدتُنى، وفقدتُنى، وليس بوجه الكلام. { فَلَوْلا إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَاكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ } وقوله: {فَلَوْلا إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ...} معنى (فلولا) فهلاَّ. ويكون معناها على معنى لولا؛ كأنك قلت: لولا عبدالله لضربتك. فإذا رأيت بعدها اسما واحدا مرفوعا فهو بمعنى لولا التى جوابها اللام؛ وإذا لم تر بعدها اسما فهى استفهام؛ كقوله: {لولا أَخَّرْتَنِى إلى أَجلٍ قريب [فأصدّق وأَكُن مِنَ الصالِحِين]} وكقوله: {فلولا إِن كنتم غير مدِينين [ترجِعونها إن كنتّم صادِقِين]} وكذلك (لوما) فيها ما فى لولا: الاستفهام والخبر.
{ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُواْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ } وقوله: {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ...} يعنى أبواب الرزق والمطر وهو الخير فى الدنيا لنفتنهم فيه. وهو مثل قوله: {حتى إذا أخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفها وازَّيَّنَتْ وظنّ أَهْلُها أنهم قادِرون عليها أتاها أَمْرُنا ليلا أَوْ نهارا} ومثله {وأن لوِ استقاموا على الطرِيقةِ لأسقيناهم ماءً غدَقا لِنفتِنهم فيه} والطريقة طريقة الشِرْك؛ أى لو استمرّوا عليها فعلنا ذلك بهم. وقوله: {فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ} المبلِس: اليائس المنقطع رجاؤه. ولذلك قيل للذى يسكت عند انقطاع حجته ولا يكون عنده جواب: قد أبلس؛ وقد قال الراجز: يا صاحِ هل تعرف رَسْما مُكْرَسَا * قال نعم أعرِفه، وأبلسا أى لم يُحِرْ إلىّ جوابا.
| |
|